Four Divs
المقالات

مات الأستاذ !

 

صدام ابوعاصم

مات الأستاذ , مات الوحيد الذي كان يستحق لقب أستاذ!
مات الكاتب والشاعر الذي تتلمذت على يديه أجيال!
كنا نقرأ له نصوصا ومقالات، ونتمنى فقط أن نكونه،كان رمزاً لأغلبنا،
كبرنا وصرنا أصدقاؤه،
ولكننا لم نتوقف يوما عن مناداته بالأستاذ!
غير أنه كان يشعر بأن هذه الكلمة تحشره في زاوية ما، فيعرعر لنا ويطلق على كل من يحبه ويجلّه بالوغد!
قبل مغادرتي صنعاء، كنا غالباً ما نلتقي مع جمع من اصدقائه ومحبيه وما أكثرهم.
جمعتنا معاً لقاءات كثيرة وكان نعم الأب والصديق الودود والمرح والمعلم وصاحب الفكاهة والالتقاطات النبيلة.
وحتى عندما فرقتنا الحرب، لم نتوقف عن الحديث تقريبا!
كنت كلما أكتب نصاً او مقالاً أجده أول المعلقين، ولم يحدث أن علّق مجاملة!
لأنني أدرك أنه لا يوزع تعليقاته الثمينة هباء
قلت له ذات دردشة: تصدق يا أستاذ أنني حين أرى قلب أو تعليق على ماكتبت، أتأكد حينها أنني كتبت شيئا جميلاً.
ذات مرة، وبعد سنوات من التشرد، قال لي أنه في صدد إعداد مادة لصحيفة الخليج حول الحرب وفعائلها بالصحفيين والكتاب المشردين، ويريد رأيي في ذلك.
كتبت له وأنا مرتبك، متسائلا في نفسي أي حب للمهنة معجون بها هذا الرجل الكبير مقاماً ومقال، ولكني حزنت في المقابل كيف لشخص بوزن حسن عبدالوارث والذي ترأس وأدار عدة مؤسسات صحفية، أن يعود آخر أيامه ليكتب تقارير يعتاش منها،
كيف فرطت الشرعية بمثل هذه الأسماء وقربت منها ورفعت المتردية والنطيحة.
مثّل حسن أنموذجا للصحفي والانسان والكاتب الموسوعي والفكاهي والنبيل، وظل في سنوات الحرب يكتب هنا هناك منوعاً في اختياراته وأفكار مواضيعه!
ظل رمزا للصحفي الملتزم والوطني الغيور وظل قلبه مفتوحا للجميع على اختلافاتهم، ولهذا كل من عرفه يكبيه الآن بحرقة.
أتذكر أن صاحب أطيب القلوب، كان هو المبادر دوما لإزالة الكلفة معنا كجيل لاحق له. وقد ساهم الفيسبوك في تعميد سجال الوداد الأثير. كنت كلما أغير صورتي الشخصية في الفيسبوك، يبادر ليعرعر بدعاباته التي من ذهب!
أتذكر تشجيعه لي على الخاص لأنجز أعمالاً أدبية قال أنه متأكد من نجاحها !
وعدته بذلك ولم أفعل. أنا آسف وأسيف يا أستاذ!
أراجع الآن التغريدات المشتركة والمحادثات بيننا وأجزم أنني فقدت شخصياً صديقاً ومعلماً لن يتكرر.
وعلى المستوى العام فقدت الساحة الصحفية والأدبية اليمنية إسماً، من هيئة صاحبه وأسلوبه المتفرد في الكتابة، أجزم أن الزمن لن يجود بمثله!
الرحمة تغشاك يا أستاذ حسن
والعزاء لولدك حاتم ولعائلتك وكل أصدقائك ومحبيك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى