شكري حسين
مع كل إنجاز تحققه منتخباتنا الوطنية، تتقافز الكثير من الصور الإيجابية والسلبية معًا، وتنداح العديد من التساؤلات، عّمن هو المسؤول والمعنى بالتكريم وتقدير الإنجاز والاهتمام بالأبطال الذين رسموا الابتسامة على الوجوه التواقة للفرح والباحثة عن مساحة سرور، في بلدٍ سافرت عنه “الطمأنينة” منذ سنوات، وتسللت من بين جنباته “الفرحة” كما يتسلل الماء من بين فروج الأصابع.
تابعت مؤخرًا حديث رئيس الاتحاد العام لكرة القدم الشيخ أحمد العيسي، لبرنامج أستاد الجماهير، وحرصه على منح منتخبنا الوطني للشباب، المتأهل إلى نهائيات كأس أسيا في الصين، العام المقبل، حقه من المكافأة المعتمدة له سلفًا وفقًا للائحة، وذاك أمر معتاد ومتعارف عليه، لكن ما ليس معتادًا ولا مقبولًا أن يبقى الاتحاد (وحيدًا) في هذه المهمة الوطنية، التي يجب على الجميع الالتفاف حولها باعتبارها “ثابتًا”، غير قابلٍ للتغيير والمزايدة.
إذ ليس من المنطق، أن يبقى الاتحاد “يتيمًا”، وهو يتصدى لتكاليف السفر والإعداد والتكريم، دون أن يجد مساندة من الجهات الأخرى كما كان الحال عند الإنجاز الذي حققه منتخب الناشئين بإحرازه بطولة غرب آسيا، والتعاطي الرسمي والشعبي الذي حظيت به البعثة عند عودتها لأرض الوطن، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الإنجاز الذي تحقق مؤخرًا والوصول إلى النهائيات الآسيوية أهم والبطولة أكبر.
اعتدنا في حالتنا اليمنية التعاطي المبالغ فيه مع الأحداث وتضخيم الأشياء ووضعها في غير محلها، بل والإسراف في تصوير المشهد وكأننا (جبنا السبع من ذيله) كما في الأمثال، وليس ابلغ من ذلك ما حصل مع منتخب الناشئين في المرتين السابقتين، وبالمقابل نجد اقتصارًا واختصارًا غير مبرر لإنجاز منتخب الشباب الحالي على الرغم من أهميته وقيمته الكبيرة، الأمر الذي أثر ومن وجهة نظر خاصة على معنويات اللاعبين والجهازين الفني والإداري، الذين وجدوا أنفسهم في مساحة وقد تُخلي عنهم، وتركهم “للحزن” ينهش أجسادهم.
يؤخذ على الاتحاد العام لكرة القدم ورئيسه الشيخ أحمد العيسي، أن علاقته مع الجهات الحكومية يشوبها الكثير من القصور، وهو ما أثر سلبًا على ما يجب فعله تجاه أي نجاح أو فشل على الرغم من أن العملية تكاملية والمحصلة عند الفوز والإخفاق واحدة، بالمقابل الحكومة الشرعية ممثلة بوزارة الشباب والرياضة والرئاسة والشركات الخاصة ورجال المال والأعمال معنيّون أيضًا بالوقوف إلى جانب الاتحاد ومساعدته في تجهيز المنتخبات وتكريمها باعتبار المهمة “وطنية” والحالة “سيادية” خالصة.
الاستحقاق القادم لمنتخب الشباب، وخوضه لبطولة آسيا القادمة، يتطلب الكثير من العمل سوى من حيث الإعداد والتجهيز واختيار المعسكرات الملائمة وتوفير المباريات اللازمة، لضمان تحقيق نتائج إيجابية، لكن ذلك لن يكون إلا بمزيد من التكاتف بين الاتحاد العام والحكومة والقطاع والخاص، وترك الماضي بكل ما فيه من تجاذبات وتقديم مصلحة الوطن، على ما سواها من تباينات، إذ إن الاجتماع “قوة” والفرقة “ضعف” ووهن يعقبه قهر وخذلان، فهل نعي؟!