Four Divs
أخبار اليمن

رئيس مجلس القيادة يحث العلماء والمرشدين على خطاب ديني متجدد

 

التقى فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي، أصحاب الفضيلة العلماء، والخطباء والدعاة والمرشدين، بحضور وزير الأوقاف والارشاد الشيخ محمد عيضة شبيبة.

وفي مستهل اللقاء رحب رئيس مجلس القيادة الرئاسي بالحاضرين في الأمسية الرمضانية، سائلا الله تعالي ان يعيد الشهر الفضيل وايامه المباركة وقد تحققت لشعبنا وأمتنا تطلعاته في الخير، والسلام والعزة والرفعة.

وعبر رئيس مجلس القيادة باسمه واخوانه اعضاء المجلس عن عظيم اجلاله وتقديره للعلماء، والخطباء والمرشدين، والدعاة، ودورهم في تحصين الأمة، والسلم الاجتماعي، وحشد الطاقات وتوجيهها في خدمة المصلحة العامة للمواطنين، وقضاياهم المركزية المتمثلة باستعادة مؤسسات الدولة وانهاء انقلاب المليشيات الحوثية، ومكافحة الإرهاب بأشكاله ومصادره المختلفة، وتحفيز جهود التنمية وتحسين الخدمات.

وخاطب فخامته، أصحاب الفضيلة العلماء والمرشدين، قائلاً ان لقاءهم ليس لتبادل المجاملات، وانما من أجل نقاش، مفتوح، ومسؤول حول تحدياتنا، ودور رجال الدين في مواجهتها باعتبارهم مخزون الأمة الأخلاقي، والفكري.

أضاف “نحن نرى أن مهمة العلماء والدعاة، أكبر من مجرد الوعظ والإرشاد، إذ ننظر إليكم كمفكرين ومجددين، ومصلحين اجتماعيين في نفس الوقت”.

وتطرق الرئيس إلى أهمية التمييز بين التدين السلوكي، وبين الخطاب الديني، قائلا “إن التدين السلوكي هو امر متصل بعلاقة العبد وربه، أما الخطاب الديني فهو يتصل بالمصالح المرعية والمقاصد الشرعية، لذا فهو ليس شأنا فرديا وإنما شأنا عاما”.

وتحدث رئيس مجلس القيادة الرئاسي عن خصوصية اليمن كأهم مرابض العلم والفكر الديني الإسلامي منذ مئات السنين، حيث العديد من المدارس الفكرية والفقهية التي يجب أن نتعلم منها ونقتبس من تراثها القائم على التعدد والتنوع والتجديد.

واشار الى ان التحدي اليوم أمام الفكر الديني يتعلق بكيفية الاقتداء بالسلف الصالح دون الإصابة بالجمود، وكيفية التفاعل مع متغيرات المجتمع دون ان نصاب بالتفلت، موضحا ان هذه المعادلة تتحقق بالعودة لتراث رواد الفقه الصالحين، والاقتباس من مناهجهم ولكن دون التوقف عند مسائلهم.

اضاف” من المهم أن نحاول اصلاح المجتمع، وان نحافظ على قيمه الاصيلة، لكن دون ان يقف ذلك عقبة أمام التغيير، والتطور”.

وأكد على أن الخطاب الديني اليمني بحاجة اليوم إلى التركيز على عدة محاور يأتي في مقدمتها الأخلاق وحسن المعاملة باعتبارهما جوهر الدين، مع اهمية مراعاة مقتضيات العصر واحتياجات الجيل الجديد، مثل استثمار الوقت، والابتكار، والعمل والانتاج، والتنمية كجزء من الأخلاق والقيم الدينية.

كما شدد على أهمية التركيز على مسائل الترابط الاسري، في ظل الانتشار الملحوظ مؤخرا لجرائم العنف الأسري.

وأشار رئيس مجلس القيادة الرئاسي الى جهود الحكومة في مكافحة الفساد، والإصلاح الإداري والمالي، ودور الخطاب الديني المسؤول في دعم هذه الجهود وربط قيم النزاهة والشفافية بأخلاق الإسلام.

وقال “أنه ليس من المقبول أن يأتي أحدهم لممارسة الطقوس التعبدية وهو يتلقى الرشوة، او يسرق الكهرباء”.
وحث فخامته العلماء والخطباء والدعاة والمرشدين على الاحتفاظ بأخلاق ومنهج السلف الصالح، ولكن بطرح قضايا ومسائل جديدة، وليس على غرار ما تقوم به المليشيات الحوثية الارهابية من محاولات لجر الناس الى معارك القرون الأولى للهجرة.
كما أكد فخامة الرئيس أهمية أن يركز الخطاب في هذه المرحلة على تعزيز قيم التعايش والسلم المجتمعي، كما ان مفهوم ولي الامر لم يعد يقصد به اليوم شخص الرئيس فقط بل أيضا المؤسسات.

واعتبر ان احترام القانون، ومؤسسات الدولة، وسلطة القضاء والامن، هو جزء جوهري من قيم الدين.
وتابع ” عندما يحترم الناس المؤسسات ويحتكمون لها يكون السلم الأهلي في وضع أفضل”.

وحض على نبذ الفرقة سواء على أساس طائفي او قبلي او مناطفي، ونبذ كل العصبيات الجاهلية كما وصفها الرسول الكريم.

وحذر من خطورة اقحام مواضيع الخلاف السياسي في بيوت الله المخصصة للعبادة، لكنه أكد على حق الناس في التعبير عن رأيهم والنقد والاعتراض، طالما كان ذلك في ظل احترام قيم الدين، ومؤسسات الدولة، وعدم بث الفرقة.

وشدد رئيس مجلس القيادة الرئاسي في كلمته على اهمية التركيز في الخطاب الديني على العدالة بكامل ابعادها سياسيا واجتماعيا واقتصاديا.

وقال إن انتقاد المليشيات الارهابية، يجب ان ينطلق من مفهوم العدالة والمواطنة، وليس لأنهم يسيئون للصحابة الاخيار فقط، ولكن لأنهم يتبنون نهجا ومسلكا يريد ان يفرض على الناس اعتقادات باطلة ونموذج حكم ظالم، وعنصري، وغير عادل”.

ونبه الى التركيز على خطر التيارات المتطرفة، وجماعات العنف الإرهابية الذين يشتركون جميعا في رفض التجديد، وتزييف المصطلحات الشرعية، والموقف العدائي من مخالفيهم، فضلًا عن انتهاكهم ثوابت الدين بما يرتكبونه من جرائم الاعتداء على الأنفس والأموال والأعراض، وفي مقدمة ذلك تأتي المليشيات الإرهابية الحوثية.
ولفت فخامة الرئيس ايضا الى آفة التكفير التي ابتليت بها المجتمعات الاسلامية بالحكم على الضمائر، والنوايا التي يختص بها الله سبحانه وتعالى دون غيره.

كما أشار فخامته إلى أن الدولة هي وحدها المنوط بها قرار الحرب او الجهاد، وهي السلطة المختصة في البلاد وفق الدستور والقانون، وليس الجماعات والأفراد.

كما شدد على أهمية دعم جهود الدولة في مكافحة تهريب المخدرات والأسلحة واتخاذ كافة التدابير التربوية والثقافية والدعوية والأمنية التي تمنع هذا النوع من المهربات المدمرة، وسن العقوبات الرادعة لجالبيها، ومروجيها.

ودعا الائمة والخطباء لحث المجتمع على نبذ جرائم الثأر باعتبارها موروث جاهلي مشين، يجب ترك عقاب القاتل فيها لجهات القضاء.

كما حث على مضاعفة جهود التوعية بمخاطر الانجرار وراء الشائعات وانعكاساتها الوخيمة على أمن المجتمعات وتنميتها، وتجريم المتاجرة بالأثار او تهريبها باعتبارها موروث ثقافي، وملك للأجيال المتعاقبة.
كما أكد الرئيس على حق المرأة في السفر وشغل الوظائف العليا في الدولة وفقا للدستور والقوانين النافذة ومرجعيات المرحلة القائمة.

إلى ذلك أكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي موقف اليمن الثابت الى جانب الشعب الفلسطيني، وحقه في الدفاع عن النفس واقامة دولته المستقلة كاملة السيادة، لافتا الى الجهود الدبلوماسية التي ساهمت فيها الجمهورية اليمنية ضمن المجموعة العربية والاسلامية من أجل التوصل الى قرار دولي بوقف فوري لإطلاق النار وانهاء الجرائم الوحشية ضد الشعب الفلسطيني.

وفي اللقاء تحدث وزير الأوقاف والارشاد، وقيادات الوزارة، والعلماء والدعاة والخطباء والمرشدين بمداخلات اشادت جميعها بموجهات الخطاب الديني التي جاءت في كلمة رئيس مجلس القيادة الرئاسي.

وركزت المداخلات حول دور العلماء والدعاة والخطباء والمرشدين في تعزيز وحدة الصف، ونهج الاعتدال ونبذ الفرقة واهمية النأي بالخطاب الديني عن اي خلافات او مناكفات سياسية.

كما تطرق أصحاب الفضيلة الى متطلبات النهوض بالخطاب الديني والعمل الدعوي وتفعيل دوره في دعم ولاة الامر وسلطات انفاذ القانون، ومكافحة التطرف والغلو.

حضر اللقاء مدير مكتب رئاسة الجمهورية الدكتور يحيى الشعيبي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى