Four Divs
أخبار اليمن

في الذكرى السادسة لرحيل العملاق ابوبكر سالم … من يشبهك من !!

تحل اليوم الاحد ، الذكرى السادسة لرحيل الفنان الكبير أبو بكر سالم بلفقيه فيما لا تزال اليمن، هي الأم التي غنى لها وتغنى بها، تعيش اوضاع غير مستقره ، وتعطلت بفعل الحرب المتواصلة كل مظاهر ونشاطات الثقافة والفنون .

ومايزال الفنان اليمني الكبير ابوبكر سالم, حاضرا في اذهان جميع اليمنيين شمالا وجنوبا , والذين بالتأكيد لن تنسيهم الحرب والمآسي ذكرى رحيل هذا الفنان العملاق التي تصادف ال 10 من ديسمبر .

و اجمع نقاد الفن على فرادة أسلوب ابوبكر سالم الغنائي والتي تتضح في كثير من السمات ؛ فهو يملك صوتاً فريداً منضبطاً واسع المساحة بحيث يكون بمقدوره التلاعب بطبقات صوته والارتجال دون الخروج عن المازوة الموسيقية ،وان التجربة الفنية للراحل أبوبكر سالم، حفرت عميقا حضورها الشاسع في وجدان الناس وفي ذاكرتهم، وقد اعتنى ابوبكر بهذه المسألة، وكان دائما ما ينتمي في كل عمل من أعماله الفنية الى الحاجة التي يطلبها الناس من الفن.

ومنذ ستينات القرن الماضي، قدم الفنان الراحل انتاجا غنائيا ضخما، أستحق من خلاله أن يتقدم صفوف عمالقة الفن العربي في القرن العشرين.

يحكي الفنان والموسيقار أحمد فتحي، أنه “التقى أبو بكر سالم أواخر 1975، وكان حينها يدرس في المعهد العالي في القاهرة حيث عاود النشاط الفني بعد توقف دام سبع سنوات. يقول فتحي، كانت بداية التعاون بيننا وكان الراحل الكبير شغوف جداً بأن يدخل في اللون الصنعاني، واتفقنا على أن يكون أول عمل له أغنية “وامغرد”، وهي من التراث اليمني المعروف، وبدأنا ننسق العمل لها من تحفيظ وتدريب إلى آخرهِ، وكتبنا النوتة الموسيقية ونفذناها ضمن أول ألبوم له كان في القاهرة، ثم غنى قصيدة الشاعر عبدالعزيز المقالح “ظبي اليمن” وبعدها أغنية “رسولي قوم” و”أحبة ربا صنعاء” وكانت تلك المرحلة كما قال هو رحمه الله من أفضل مراحل العمر” .

واشتهرت أغاني من اللون الصنعاني للفنان الراحل أبو بكر، ومنها: “قال المعنى لمه”، و”مسكين يا ناس”، و”يا ليل هل أشكو”، و”بات ساجي الطرف”، و”إذا نسيم القرب نسنس”. كما أجاد اللون الخليجي من خلال عشرات الأغاني التي قدمها، ولاقت شهرة واسعة في الخليج، ورددها عدد من الفنانين. وإلى جانب ذلك، كما يقول نقاد فنيون، احتوت تجربته على كم هائل من الأغاني الفصيحة لشعراء مشهورين، منهم جده أبو بكر ابن عبد الرحمن بن شهاب، الذي غنى له “حي الربوع”، و”بشراك”، و”بهزّك غصن القد”، و”هو الحي إن عاينته”.

وأشارت دراسات فنية الى الملمح الصوفي في أعمال أبو بكر من خلال أناشيده الدينية مثل: “يا ساكنين طيبة” و”إلى طيبة”، و”بانقرع الباب”، و”إلهي في الفلاة دعاك عبد”، و”يا رب يا عالم الحال”. وأرجعت ذلك، الى تأثر أبو بكر سالم منذ نعومة أظفاره بالحياة الصوفية السائدة في تريم، حيث كان يصدح بصوته الشجي تارة مؤذنا وأخرى منشدا لموشحات صوفية أو مترنما بتكبيرات الأعياد.

في مدينة تريم محافظة حضرموت، كان مولد أبو بكر بن سالم بن زين بن حسن بلفقيه في17مارس 1939، وفيها كانت نشأته يتيما بعد وفاة والده – وهو لم يكمل عامه الأول – لكنه عاش في كنف أسرة اشتهرت بالأدب والعلم، وجده هو أبو بكر بن شهاب أحد أبرز علماء وشعراء حضرموت، حيث سمي أبو بكر تيمنا به وأخواله من بيت الكاف، وهذه الأسرة أيضا تميزت بالأدب والشعر والثقافة، فاستقى أبو بكر موهبته من أناشيد صوفية يتردد صداها في مساجد تريم التاريخية.

في منتصف الخمسينات غادر مدينة تريم ليستقر في عدن المدينة التي استطاع فيها أن يغوص في الحياة الفنية، حيث كانت قبلة لعشاق الفن. عمل عازف إيقاع لعدد من الفنانين الأمر الذي أدى إلى صقل موهبته، فبدأ نجمه باللمعان وبدأ في غناء أول أغنية “يا ورد محلا جمالك بين الورود”، وهي من كلماته وألحانه وهو لم يتجاوز السابعة عشرة من عمره. وأطل بهذه الأغنية عبر إذاعة عدن عام 1956، ليبدأ بعد ذلك تأليف وتلحين العديد من الأغاني التي ارتقت به على سلم الشهرة، ومن أهم أغانيه في تلك المرحلة “خاف ربك”، و”يا حبيبي يا خفيف الروح”، و”سهران ليلي طويل”، كما لحّن، وغنى عددًا من القصائد الفصحى مثل “اسكني يا جراح” للشاعر التونسي أبي القاسم الشابي، و”ليلة شعّت لنا بالنور”، و”أقبلت تمشي رويدا”.

ولم يلبث الفنان الراحل أن تعلم العزف بعد ذلك على آلة العود، وقد التقى في هذه المرحلة بكل من الشاعرين: لطفي جعفر أمان، وحسين أبي بكر المحضار الذي شكل معه ثنائيا مدهشا، فغنى للأول “وصفوا لي الحب”، و”كانت لنا أيام”، و”أعيش لك”، وغنى للثاني “ليلة في الطويل”. كما ألف ألَّف ولحن أغنيتي “خذ من الهاشمي”، و”تمنيت للحب”، وغنى في الفترة نفسها أغاني من تأليف الدكتور محمد عبده غانم، ومنها: “قولوا له”، و”قال لي با توب”، و”من علمك يا كحيل العين”.

وفي بيروت التي وصل اليها في العام 1967 “سجل أبوبكر مجموعة من الأغاني فاتسعت دائرة متلقيه في اليمن والخليج وبلدان عربية أخرى، ومثّلت هذه الخطوة ميلادا عربيا له، وسجل أغاني جديدة موزعة بموسيقى حديثة كانت في مقدمتها “أربعة وعشرين ساعة” التي استحق عنها جائزة الاسطوانة الذهبية من إحدى الشركات الألمانية” ويقول فنانون في شهاداتهم، إنه تم بيع ما يزيد على أربعة ملايين نسخة من هذا الألبوم. وأهم أغاني هذه المرحلة التي اتسمت بمفارقة الوطن “إلا فراقك يا عدن” و”يا طائرة طيري على بندر عدن” و”تسلى يا قلبي”.

وخلال مسيرته الفنية حصد الفنان الراحل بلفقيه العديد من الجوائز والأوسمة كانت أهمها الأسطوانة الذهبية من شركة الإنتاج الألمانية، وجائزة أوسكار الأغنية العربية، ولقب فنان القرن من جامعة الدول العربية، وجائزة أفضل صوت في العالم من اليونسكو. ومن أبرز انجازاته أنه غنى في قاعة ألبرت هول في لندن أكبر مسارح العالم الفنية عام 1983م، وبهذا حصل على لقب فنان عالمي،

كما حصل على العديد من الأوسمة من المملكة السعودية والكويت وعمان والبحرين ولبنان ومجلس التعاون ودكتوراه فخرية من جامعة حضرموت، وكرمه الرئيس السابق الراحل علي عبد الله صالح بوسام درجة أولى في الفنون والآداب. كما كرمه الشيخ الراحل زايد بن سلطان بوسام من الدرجة الأولى في الفنون والآداب وأهداه سيفا من الذهب. وحصل الفنان الراحل على جائزة أوسكار الأغنية العربية، في 2002، ولقب فنان القرن من جامعة الدول العربية في شرم الشيخ، بعد مرور 50 سنة على عطائه الفني.

وقدم الفقيد الفنان ابو بكر سالم خلال مسيرته الطويلة في الفن ألوانا فنية متنوعة ولكنه اشتهر باللونين الحضرمي والعدني والذي عشقه الجمهور من خلالهما بما يمتلكه من صوت عذب وقوي مكنه من اداء اصعب الالحان ، وتنوع العطاء الفني الذي قدمه الراحل ابوبكر سالم ، حيث اشتهر كمغن وكذلك كملحن وشاعر حيث تغنى العديد من الفنانين من ألحانه وكلماته ولاقت نجاحا كبيرا.

وحقق أبوبكر سالم نجاحا كبيرا على مستوى الجزيرة العربية والوطن العربي في بداية مشواره الفني وظل يحقق النجاحات الكبيرة ويتواصب مع جمهوره سنويًا عبر الحفلات الغنائية التي يحييها في مهرجانات الأغنية العربية المتعددة وتغنت اغانيه من قبل فناني الوطن العربي مثل وليد توفيق وراغب علامة بالإضافة إلى فناني الخليج العربي مثل طلال مداح وعبد الله رويشد بالإضافة إلى كتابة وتلحين أغان لكبار فناني الوطن العربي مثل الراحلة وردة الجزائرية، واشتهرت اغانيه بالحكمة والموعظة وحمل هموم المغتربين وقد نقل أبوبكر تجربته الشخصية وترجمها إلى جمهوره من خلال اغانيه التي تحمل الطابع الاخلاقي والاجتماعي والهموم التي يعاني منها المغترب عن وطنه لانه عاش مغتربا عن وطنه الام وبحكم نشأته في بيئه دينية محافظة وأسرة مثقفة فجده أبوبكر بن شهاب هو من كبار شعراء مدينة تريم الغناء مسقط رأس أبوبكر سالم والتي تغنى بها لاحقا في اغنيه فرصة من العمر من كلمات المحضار وأيضا في اغنية الله لطيف الله من كلماته وبشراك هذا من كلمات جده ابن شهاب، يعتبر الفنان أبوبكر سالم من أشهر الفنانين على الساحة اليمنية و الخليجية والعربية ويلقب بـ (أبو الغناء الخليجي)،و أيضا يعتبر الفنان أبوبكر سالم من الفنانين القلائل في الوطن العربي الكبير من نجح ان يكون مغنيا وشاعرا وملحنا وموزعا موسيقيا في آن واحد ويعتبر بذالك الفنان الشامل في صناعة الأغنية من اركانه الثلاث وهي الكلمة واللحن والأداء بالإضافة إلى التوزيع الموسيقي، كما يملك حنجرة ذهبية جعلت من صوته اندر الاصوات في العالم بالإضافة إلى قدرته العجيبة على تغيير درجات صوته بشكل موسيقي وكانه آله موسيقية. ويعد ألبومه “دروب مغلقة” هو آخر البومات الفنان أبوبكر سالم والذي اطلق في نهاية سنة 2010 م. .

وكان الفقيد ابوبكر سالم قد توفي في ال 10 من ديسمبر 2017 م في العاصمة الرياض ، بعد صراع طويل مع المرض .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى