عبدالكريم السعدي
مررنا بالأمس الثامن من مايو بالذكرى الأولى لتوقيع ماسمي بالميثاق الوطني الجنوبي (الخاص بجماعة الانتقالي) وهو اليوم الذي شهد عملية استقطاب داعمة للتوجه المناطقي لم تختلف عن سابقاتها إلا بضخامة العنوان وبالتغطية الاعلامية والتي وصلت إلى ذات النتيجة بضم واستقطاب مجموعة جديدة بأثمان ومغريات عديدة مادية ومعنوية!!
ذكرى توقيع ميثاق جماعة الانتقالي تعيد إلى الاذهان مشاهد مسرحية الحوار الهزلية قبل عام والتي تقزمت فجأة لتتحول إلى ضم والحاق لحظي لبعض الاسماء إلى قوام الهيئات الشكلية للجماعة ، في خطوة جديدة فتحت فيها الجماعة ابواب جميع هيئاتها أمام الملتحقين بها مع إبقائها على تلك الهيئات كشاهد زور خارج أسوار عصبة القرار المناطقية أو بالأصح بقايا القرار الذي تمتلكه والمسموح لها به من قبل الكفيل الإقليمي !!
هناك فرق بين ميثاق الجماعة وميثاق الوطن فميثاق الجماعة يدعو إلى التبعية للجماعة كشرط للوصول إلى الشراكة في الوطن بينما ميثاق الوطن يدعو إلى الشراكة الوطنية غير المشروطة ولا المحكومة بالولاء للجماعة وهذا أصل الخلاف الذي حول احتفال ميثاق الجماعة إلى جلسة استقطاب ومنع القوى الوطنية الجنوبية المحترمة من الخوض والشراكة في مثل هذه المسرحيات الهزلية التي تضع المزيد من العقبات في طريق التوافق الجنوبي!!
عند الحديث عن الميثاق الوطني يجب ان تتوافر شروط تأكيد وطنية ذلك الميثاق وانه لايمثل محاولة لإثبات حق الاستحواذ على التمثيل لصالح جماعة أو فرد أو حزب أو غيره أهم هذه الشروط أن تصاغ وثيقة الميثاق من لجنة تجمع كافة القوى المعنية لا أن تتنزل كتعميم من جماعة أو حزب بعينه ، أن يؤدي هذا الميثاق إلى شراكة وطنية متكافئة لا فضل فيها لتيار عن آخر ، أن يؤدي هذا الميثاق إلى شراكة سياسية يحفظ لجميع القوى استقلاليتها لا أن يقود إلى عملية ضم والحاق لصالح جماعة أو مكون أو حزب!!
على أبناء الجنوب إذا أرادوا الخروج من دائرة الصراع المناطقي ، الكف عن الترويج لمثل هذه المسرحيات الهابطة الإخراج وغير الوطنية والبحث عن وسائل أخرى تجمعهم تقوم على أساس ترسيخ مبدأ التداول السلمي للسلطة من خلال القبول بتدوير المهام والمسؤليات ، القبول بالتعدد والتنوع ومغادرة ثقافة الفكر الشمولي ، إخراج التصالح والتسامح من ضيق دائرة التوظيف السلبي الشعاراتي إلى براح التطبيق العملي المحمي بالصيغ القانونية !!
(كل عام والوطن بخير من عفن المناطقية)