Four Divs
العالم

لأول مرة ومنذ العام 2002 جنين الفلسطينية بدون صلاة الجمعة

متابعات
تحولت مدينة جنين ومخيمها شمالي الضفة الغربية إلى أشبه بمدينة أشباح، حيث شُلت الحركة في كافة أرجائها نتيجة حصار الجيش الإسرائيلي لها لليوم الثالث على التوالي، حيث يشن فيها عمليات عسكرية بحثا عمن يسميهم “مطلوبين”.

ومنتصف ليل الثلاثاء/ الأربعاء، أعلنت هيئة البث العبرية (رسمية) إطلاق الجيش الإسرائيلي “عملية واسعة النطاق” شمالي الضفة، حيث “تعمل قوات الأمن في جنين وطولكرم في وقت واحد”.

وتحت غطاء من سلاح الجو، اقتحمت قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي، جنين وطولكرم ومخيماتهما ومخيم الفارعة، قرب طوباس.

وذكرت القناة “14” العبرية (خاصة) أن هذه العملية “الأكبر” منذ عملية “السور الواقي” عام 2002.

ومساء الخميس، انسحب الجيش من طولكرم، كما انسحب فجر اليوم ذاته من مخيم الفارعة، مخلفا دمارا كبيرا واعتقال العشرات، لكن عملياته لا تزال مستمرة بمخيم جنين.

** جمعة بلا صلاة الجمعة

ومع أن اليوم هو الجمعة، لكن لم تقم صلاة جمعة بمدينة جنين ولا بمخيمها، لأول مرة منذ 2002، حين نفذ الجيش الإسرائيلي عملية “السور الواقي” واحتل فيها مدنا وبلدات بالضفة الغربية، ودمر المخيم.

الطائرات المسيرة والتي تعرف محليا بـ”الزنانة” لا تفارق سماء المدينة، وكل من يسير في شوارعها يعرض نفسه للخطر، غير أن الأطقم الصحفية تتحرك بحذر شديد.

وفي فندق “السينما” حيث عشرات الطواقم الصحفية، تمكن بعض مراسلي وكالات الأنباء من تغطية الاقتحامات الإسرائيلية التي تمتد إلى محيط مستشفى جنين الحكومي الذي يحاصره الجيش الإسرائيلي منذ بدء العملية العسكرية، الأربعاء الماضي.

القوات الإسرائيلية توقف مركبات الإسعاف وتدقق في البطاقات الشخصية للطواقم والمرضى قبل أن يسمح لها بالمرور في المدينة المليئة بالعربات المدرعة المنتشرة في أرجائها.

وفي محيط مخيم جنين المحاصر بصورة تامة، انتشر قناصة في بنايات سكينة قريبة أُخلي سكانها قسرا.

وبينما يواصل الجيش الإسرائيلي حصاره للمدينة والمخيم لليوم الثالث على التوالي، بدأ السكان يشتكون من نفاد مياه الشرب والطعام وحليب الأطفال وخاصة في الحي الشرقي للمدينة.

والصور ومقاطع الفيديو التي يتناقلها سكان المنطقة توضح حجم الدمار الذي خلفته القوات الإسرائيلية في منازل ومتاجر وبنى تحتية في الحي الشرقي للمدينة، في وضع أقل ما يوصف بأنه “كارثي”.

وأطلقت إسرائيل على العملية اسم “المخيمات الصيفية”، وقال الجيش إن طائرات مروحية قتالية وأخرى مسيّرة تشارك فيها “للمساعدة وتغطية القوات البرية، وستستمر العملية لعدة أيام”.

والجمعة، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية “ارتفاع عدد الشهداء في شمالي الضفة منذ فجر الأربعاء إلى 19”.

كما أعلنت فصائل فلسطينية مسلحة، بينها “كتائب القسام” (حماس) و”كتيبة طولكرم” (الجهاد الإسلامي) و”كتائب شهداء الأقصى” (فتح)، في بيانات منفصلة، أن مقاتليها خاصوا اشتباكات مع الجيش الإسرائيلي، “محققين إصابات مباشرة”.​​​​​​​

وبالتزامن مع حربه على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول صعَّد الجيش الإسرائيلي اعتداءاته بالضفة، بما فيها القدس، فقتل أكثر من 673 فلسطينيا بينهم 150 طفلا، وأصاب أكثر من 5 آلاف و400، واعتقل ما يزيد على 10 آلاف.

وبدعم أمريكي مطلق، تشن إسرائيل حربا على غزة أسفرت عن أكثر من 134 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة العشرات، في إحدى أسوا الأزمات الإنسانية في العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى