
علي عشال يكتب :
في الذكرى ال9 لاستشهاد أخوه محمد
ليست ذكراك أيها الحبيب بل ذكراي فلم تعد كل أيامي سوى ذكراك ،،أنت الذي لم تزل تشرق كالحلم وتضيء كالمشكاة ، وأنا الذي رحلت كل اشواقي واحلامي مع رحيلك
كلما لاحت ذكرى رحيلك الدامي، تلوح أمامي روحك وأنت تحدق فينا باعثاً الأمل وسط العواصف ومحتشداً بالحب في قلب الضغائن،،
لست أدري كيف اكتب عنك ، عن مايسمونه الذكرى ، كيف أكتب عن لحظة فقدت فيها كل شيء ، عندما أتذكرها يتوقف بي الزمن ، وأعجز عن كل شيء ، أعجز حتى عن البكاء ، أعجز عن التصديق وأعجز عن تخيل أنك رحلت وتركتني واقف في العراء وحدي كشجرة يابسة في أرضٍ موحشة.
يا إلهي ، كيف يمكن يامحمد أن تذهب هكذا دفعة واحدة ، بكل حضورك وبهائك ونورك واشراقك ، بشهامتك ورجولتك وكرمك وشجاعتك وبطولتك ، وعنفوانك وتوقدك ، بنباهتك وحكمتك وفطنتك ، كيف ترحل يامحمد جميعك هكذا في يوم واحد ؟
فأنت لم تكن رجلا واحدا ، بل وطنا كاملا بكل طموحه واوجاعه ، بكل آماله وخيباته ، يسكنك الوطن وتسكنه ، يشغلك الوطن إلى الحد الذي لم تدخر من أجله غير دمك الذي امتشقته في الأخير لتقاتل به .
حادي الروح يوم ذكراك أنشد
طبت حياً وميتاً يامحمد
لي تسع ٌمن السنين عجافٌ
منذغادرتنا وطرفي مُسهَد
وفؤادي تنوشُه طعناتٌ
مع ذكرى فراقنا تتجدد
فلقد كنت لي أخاً وصديقاً
وأباً ملهماً نصوحاً وأزيد
لم تمت ياشقيق روحي ولكنّا…
.. قُتلنا في يوم قتلك عن يد
اي وربي لسنا بخيرٍ فعِش في
كنف الله في الجنان مُخلَّد
******************
مر وقتٌ من السنين مريعٌ وبلادي
وضعها الصعب كالح الوجه اسود
هي تسع ٌفيها توالت خطوبٌ
كم هوى شامخٌ وكم خر فرقد
ودخلنا في التيه بعدك ماعاد..
.. لنا موقفٌ ورأي مُسَدَّد
لم يعد للبلاد اي حليفٍ
أو صديقٍ يفي بما قد تَعهد
وعصابات الموت مابرحت…
…عن قتلٍ وفتنةٍ ليس تَهمد
جمع الطارئون كل حقيرٍ
ووضيعٍ في الشعب ارغى وازبد
غير أنا برغم نزفِ دِمانا
لم نزل في خُطى دروبك نَصعد
لم نزل نقتفي خطاك فقد أل…
..همتنا البذل والفداء بلا حد
لك وللشهداء الرحمة والخلود
وللوطن الإنعتاق والنصر