عبدالله مهيم
– بالتأكيد أن مابعد 2015 ليس كما قبله ، بل أن عمر هذا البلد الضارب جذوره في تاريخ البشرية يعتبر ( كوم ) وما عشناه خلال ال 9 السنوات الماضية ( كوم اخر ) .
– قد تكون تسع سنوات بمقياس الزمن مدة قصيرة ، وقد تمر في حياة شعوب ، وعلى دول كثيرة وكأنها سحابة عابرة .. لا يحدث فيها حتى ما يستحق ذكره أو يقتضي تدوينه في سجلات التاريخ .
– لكن ( التسع ) اليمانية لا اظن انها تشبه أيا من مثيلاتها ، كما لايمكن مقارنتها باي سنوات مرت ، في بلد يمتد عمره الى الاف السنين ، وذاق كل تقلبات الحياة من نكبات وكوارث واستعمار وثورات ورخاء واستقرار ايضا .
– مابعد 2015 .. الاوصاف لا تشبه الموصوف ، والمنطق لم يعد له وجود ، وماكان في نظر البعض مستحيلا بسبب بشاعته وعدم تقبله ، أصبح معتادا وبالامكان حدوثه أمام عينيك ، حتى أنه وبسبب ماحدث رفع كبار المحللين ، وكذا مخضرمي السياسة الراية البيضاء ، واعلنوا الاعتزال ليحتفظوا بشيء من عقولهم .
– في هذه البلاد .. كل شي تم كسر عنقه .. الدين .. والوطن .. والدولة .. والقبيلة أيضا ، وحتى الاعراف والسجايا الحميدة التي كان يتصف بها الإنسان اليمني دون غيره اختفت وياريت على كذا ، بل استبدلت بنقيضها ، لدرجة أنها فرضت على الإنسان السوي الاستعانة بإمنية الكفار يوم القيامة ليقول “ياليتني كنت ترابا” .
– انظروا .. إلى أين اوصلنا عدم الاتزان .. وبعض الشعارات الساذجه .. تقسيم البلاد .. وحرب عبثيه راح ضحيتها مئات الآلاف ، ودمرت بسببها كل مقدرات البلد .. حتى ان (شبه الدولة) والتي كنا نتدلع عليها ماقبل 2015 ومش عاجبانا ، أصبحت الان بالنسبة لنا حلم بعيد المنال ، واجزم ان الكل قد اصبح مستعدا أن يتحمد الله (صباحا ومساء) عليها بس تعود تعود فقط .
– تسع سنوات مرت من عمرنا وسفينة الوطن تتلاطمها الامواج من كل جانب ، ويعلم الله إلى متى، وكم عادها ستحتاج حتى ترسوا في بر الأمان .. ولا اظن أن جيلنا والذي استنفذ ثلاثي عمره قد يعيش حتى يرى ذلك المشهد ويكحل عيونه بعودة ” دولة اليمن ” دولة يسودها القانون ويعمها الاستقرار والكل فيها سواسيه .. بل وياخوفي أن لا يلحق اولادنا حتى بذلك .. ولك الله يابلدي الحبيبه .
–