Four Divs
المقالات

7 أكتوبر عيدًا للصحفى الفلسطينى


عمرو الليثي

حين نتناول القضية الفلسطينية، فإنه ليس من المبالغة تصنيفها بأنها أهم القضايا المعاصرة فى العالم بأكمله،
فهى قضية حقيقية تُعد فى المرتبة الأولى… هى الأولى حين أتى وعد بلفور مخالفًا لتقاليد عصر حق الشعوب فى تقرير مصيرها… مغتصبًا حق شعب فى تقرير مصيره، فى وقت كان فيه العالم يسير باتجاه منح كل شعب تقرير مصيره ونَيْل استقلاله وسيادته… كما عبر عن ذلك لاحقًا قرار الأمم المتحدة رقم 1514 لعام 1960 م
– هى الأولى بين قضايا العالم لأنها تخص كل مهموم بقضايا حقوق الإنسان، حين عبرت عن ذلك بشكلٍ واضح آلاف المنظمات غير الحكومية عندما اجتمعت فى (جنوب إفريقيا، يوليو 2001)، وقررت أن الصهيونية عنصرية، مما اضطر إسرائيل وأمريكا، حينها، إلى الانسحاب من المؤتمر.
ما سبق كان مقدمة تاريخية سالفة… أما حاضرًا… فهذه القضية فى استمرار وتصاعد متواتر… لكن أخيرًا مع بزوغ يوم السابع من أكتوبر… بانتفاضة «الأقصى»… بدأ فصل جديد من هذا الصراع المحتدم، تصاحبه واحدة من أعنف الهجمات التضليلية الإعلامية فى عصرنا الحالى؛ مستهدفة المقاومة والشعب الفلسطينى، وهو ما يترجم فى أخبار زائفة كثيرة تتناقلها وسائل الإعلام الغربية، وبلغ من انتشارها أنها استطاعات أن تخترق الجدار إلى صانعى القرار ورؤساء الدول.
إجمالًا، تعرضت القضية منذ بداياتها الأولى لمحاولة لإلغاء وطمس الرواية الفلسطينية؛ وعانت التضليل من قِبَل كبريات وسائل الإعلام العالمية، التى لم ترد رؤية الحقيقة، كما سعت لغيابها وإلغائها.
حقيقة أن تصوير فلسطين فى وسائل الإعلام الدولية موضوع معقد ومثير للجدل. يجزم البعض بأن وسائل الإعلام متحيزة ضد فلسطين، بينما يجادل آخرون بأنها ببساطة تبلغ الحقائق… إن وسائل الإعلام الدولية ليست كيانًا متجانسًا… فهناك مجموعة واسعة من المنافذ الإخبارية ذات وجهات النظر المختلفة والمتباينة حول الصراع الإسرائيلى الفلسطينى.
إن الإعلام الغربى يتعاطى مع القضية الفلسطينية كأنه نزاع بين طرفين (فلسطينى وإسرائيلى)، ومواده الإعلامية تكاد تخلو تمامًا من السياق التاريخى للقضية الفلسطينية، بل يتعاطى مع تغطية الاعتداءات الإسرائيلية بحروبها بشكل متساوٍ، ويتعمد سرد تفاصيل خسائرهم، هذا يعود إلى مدى تغلغل الإعلام الإسرائيلى داخل الإعلام الغربى وتأثيره الكبير فى تحرير سياساته… فدائمًا الإعلام الإسرائيلى هو السباق فى القصة الإعلامية بكافة تفاصيلها، وهذا ما يميزه عن مثيله الفلسطينى والعربى، فهما يبنيان موادهما الإعلامية على ردة الفعل.
وإننى أطالب أن يكون يوم 7 أكتوبر من كل عام هو عيد للصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين، الذين ضحوا بكل غالٍ ونفيس فى سبيل نقل صورة صادقة حية لما يحدث على أراضى فلسطين، وسط هذا الغياب والتجاهل والتزوير للإعلام الغربى.

وللحديث بقية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى