إذا قرأت خبرا، او إذا قيل لك هذه الأيام، أنه يتم صرف أكثر من مليار و200 مليون ريال يمني، لإنشاء مركز لمكافحة الجراد في العاصمة المؤقتة عدن، فهل ستصدق ذلك؟
بالتأكيد لن تصدق، بل ربما تعتبر ذلك مجرد مزحة، لكن كيف أن علمت إن ذلك صحيحًا، وتم نشره في الوكالة الرسمية للبلاد..
مطلع الشهر الجاري ، نشرت وكالة سبأ الرسمية خبرًا بعنوان “السقطري يتفقد عددا من المشاريع التابعة لوزارة الزراعة بعدن”، وجاء في التفاصيل، أن وزير الزراعة والثروة السمكية سالم السقطري، تفقد “مشروع إنشاء المركز الإقليمي لمكافحة الجراد، واستمع إلى شرح مفصل من قبل مدير مكتب الزراعة المهندس عيدروس سليمان عن مستوى الإنجاز في البنية التحتية للمشروع الذي تشرف على تنفيذه منظمة الفاو للأغذية وتمويل البنك الدولي بقيمة تصل إلى أكثر من (780) ألف دولار ( ما يعادل اكثر من مليار و200 مليون ريال ) حيث يتوقع الانتهاء منه خلال شهر مارس القادم من العام 2024”.
ومع أن الجراد بالنسبة لليمنيين مساحة فرح منتظرة، إذ يقبل الكثير منهم على مطاردته ونصب الشباك للإيقاع به ومن ثم التهامه وأكله، باعتباره وجبة شهية وفيها فوائد طبية، على عكس ما يحصل في البلدان الأخرى، حيث يعتبر آفة خطيرة تستوجب محاربته والقضاء عليه.
المؤلم فيما سبق، أن مئات الملايين التي يتم انفاقها من أجل مبنى وغرف مكيفة دون معرفة تفاصيل الجدوى منه أو الفائدة التي سيحققها، تأتي والشعب اليمني يعاني من ويلات الجوع والفقر ونقص المواد الغذائية والأوبئة والأمراض وعجز الحكومة عن دفع مرتبات الموظفين، الأمر الذي زاد من حدة المعاناة ورفع منسوب المأساة إلى أعلى مستوى لها.