عدن / رويترز / ريام محمد مخشف
أعلنت قبائل حضرموت، كبرى المحافظات اليمنية، مساء يوم الأحد مواصلة التصعيد المستمر منذ أشهر ضد الحكومة المعترف بها دوليا لتحقيق الحكم الذاتي كامل الصلاحيات والذي تنادي به الجماهير ويحفظ لحضرموت الاستقلالية.
وأكد الحلف في بيان عقب اجتماع استثنائي لقياداته اطلعت عليه رويترز على التمسك بحقوق ومطالب حضرموت المعلن عنها في بيان مؤتمر حضرموت الجامع في 13 يوليو تموز وهي مطالب مرتبطة بالخدمات والشأن الإداري بالمحافظة.
وقال الحلف الذي يتزعمه الشيخ القبلي البارز ووكيل أول محافظة حضرموت عمرو بن حبريش في بيانه “يعلن حلف قبائل حضرموت استجابة لصوت الشعب الذي تنادي به الجماهير في تحقيق الحكم الذاتي كامل الصلاحيات الذي يحفظ لحضرموت الاستقلالية في ظل وضع الوطن العام المتدهور ويعد تحقيقه حاجة ملحة وإنقاذا للمجتمع الحضرمي من الوضع المتردي والمنهار”.
وأكد البيان مواصلة الحلف بالضغط والتصعيد المجتمعي حتى تحقيق الحقوق والمطالب الواردة في البيانات المختلفة للحلف القبلي.
وتنفذ قبائل حلف حضرموت المسلحة منذ مطلع يوليو تموز الماضي احتجاجات شعبية وقبلية واسعة وأغلقت حقول النفط المنتجة للضغط على الحكومة لتلبية مطالبه.
ورحب الحلف بقرار المحافظ الخاص بتغطية السوق المحلية بمادة الديزل المنتج من شركة بترومسيلة لإنتاج واستكشاف النفط المملوكة للدولة بالسعر المدعوم.
واعتبرها “خطوة في الاتجاه الصحيح وتصب في مصلحة المواطن”، مشددا على ضرورة الاستفادة من فارق السعر بما يخدم المصلحة العامة للمجتمع “ووضع آلية دقيقة لضبط ذلك والقائمين عليه”.
وأكد مسؤول رفيع بشركة النفط اليمنية الحكومية في محافظة حضرموت أنه بموجب القرار الذي بدأ سريانه من يوم السبت في مدينة المكلا عاصمة حضرموت يتم تخصيص كمية 350 ألف لتر ديزل للمواطنين من إجمالي كميات ديزل بترومسيلة لتغطية السوق المحلية بشكل يومي وبسعر 800 ريال يمني للتر الواحد، بواقع 16 الف ريال ( 8 دولارات ) لصفيحة الديزل سعة 20 لترا .
ويبلغ سعره المحدد من شركة النفط الحكومية حاليا حوالي 29000 ريال (نحو 15 دولارا).
وهذا أول قرار تتخذه محافظة يمنية تخصص بموجبه كميات من الوقود للسوق المحلية للمواطنين وبسعر مخفض جدا.
ودعا بيان الحلف إلى “تسخير قيمة كامل المخزون من مادة الديزل المتوفر في خزانات بترومسيلة منذ 31 يوليو لصالح إنشاء مستشفى عام بالهضبة بمنطقة العليب”.
كما طالب الحكومة “بدفع قيمة كميات الديزل التي يتم صرفها على الكهرباء في حضرموت بالسعر التجاري وانتظام ذلك نهاية كل شهر كون حضرموت بحاجة ماسة لذلك لسد الكثير من المتطلبات وبسبب الظروف التي تمر بها البلاد”.
وتخضع محافظة حضرموت مترامية الأطراف المطلة على بحر العرب ، لسيطرة الحكومة المعترف بها دوليا ويدعمها تحالف تقوده السعودية تدخل في البلاد في مارس آذار 2015 لمحاربة حركة الحوثي المتحالفة مع إيران التي تسيطر على معظم شمال البلاد.
ويشكو أبناء حضرموت من تدهور غير مسبوق في الخدمات العامة، خاصة الكهرباء والماء وارتفاع أسعار الوقود.
وتشهد مدن المحافظة منذ أيام احتجاجات غاضبة متواصلة وقطعا للطرق وإحراق إطارات تنديدا بتردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والإنسانية.
وتنتج حضرموت من حقل المسيلة الذي تديره شركة بترومسيلة نحو 100 ألف برميل يوميا مخصصة للتصدير إلى الخارج، وتشكل إجمالي إنتاج اليمن من النفط الخام في الوقت الراهن مع توقف عدد من القطاعات النفطية عن التصدير.
وقطاع النفط والغاز أهم مورد لإيرادات الحكومة في اليمن، إذ يشكل ما نسبته 70 بالمئة من دخل البلاد.