(قطاع غزة) (رويترز)
فر آلاف الفلسطينيين من منطقة في وسط قطاع غزة يوم الاثنين بعد أوامر إخلاء إسرائيلية جديدة، مما يفاقم الأزمة الإنسانية في منطقة أخرى تعج بالفعل بالنازحين الفارين من العمليات في جنوب القطاع.
واتهمت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) إسرائيل بعرقلة وقف إطلاق النار قائلة إن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أدخلت شروطا جديدة على اقتراح هدنة طويل الأمد في أحدث مفاوضات أجريت عبر وسطاء دوليين.
وأمضت القوات الإسرائيلية الأسابيع القليلة الماضية في تنفيذ عمليات كبيرة في مناطق سبق أن أعلنت أنها قضت على مقاتلي حركة حماس فيها. وتسيطر القوات حاليا على كامل قطاع غزة تقريبا خلال الحرب المستمرة منذ نحو 10 أشهر.
ويتكدس مئات الآلاف في دير البلح، وهي مدينة صغيرة وسط القطاع تمثل المنطقة الوحيدة الكبيرة التي لم يتم اقتحامها بعد. واضطر كثيرون للتوجه إليها هربا من القتال في خان يونس الواقعة في أقصى جنوب القطاع الأسبوع الماضي.
وفي أحدث هجماتها، أصدرت إسرائيل أوامر للسكان يوم الأحد بإخلاء مخيم البريج الواقع في شمال شرقي دير البلح.
وقالت آية منصور لرويترز في دير البلح بعد مغادرة البريج “شو ظل؟ دير البلح؟ دير البلح امتلت ناس؟ كل غزة، وين الناس تروح؟”.
وذكر الجيش الإسرائيلي أن طائراته المقاتلة قصفت 35 هدفا في أنحاء قطاع غزة على مدى يوم الأحد في ظل مواجهات مع مسلحين في خان يونس ورفح القريبة من الحدود مع مصر. وقال الجناحان المسلحان لحركتي حماس والجهاد الإسلامي إن معارك ضارية تجري في المنطقتين بالإضافة إلى حي تل الهوا في مدينة غزة الواقعة في الشمال.
وقال مسؤولون طبيون فلسطينيون إن ما لا يقل عن ثمانية فلسطينيين قُتلوا في غارة جوية إسرائيلية في وقت سابق في خان يونس.
وفي أحدث دلالة على تدهور حالة الطوارئ الصحية العامة، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن القطاع بات منطقة وباء لمرض شلل الأطفال.
وقالت في بيان إن تفشي ذلك المرض جاء “نتيجة الحالة المزرية التي وصل إليها سكان قطاع غزة نتيجة العدوان الإسرائيلي الغاشم الذي تسبب في حرمان السكان من المياه الصالحة للاستخدام وتدمير البنية التحتية للصرف الصحي وتكدس الاف أطنان القمامة وانعدام الأمن الغذائي وتكدس السكان في أماكن النزوح القهري”.
وأصدر الجيش يوم الأحد أوامر جديدة بإخلاء بعض أحياء البريج، مما أجبر الآلاف على المغادرة قبل تفجير الجيش لعدة منازل.
واستخدمت بعض العائلات عربات تجرها الحمير وعربات توك توك لحمل أمتعتهم المتبقية. وسار كثيرون لعدة كيلومترات على الأقدام للوصول إلى دير البلح أو الزوايدة في الغرب.
وقال فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إن نحو 14 بالمئة فقط من مناطق قطاع غزة لم يصدر لها الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء. واضطر كثيرون للنزوح عدة مرات، وفي أغلب الأحيان يتم إخطارهم قبل بضع ساعات فقط.