Four Divs
المقالات

زبالي الوطن !!

عادل الاعسم

– الله يرحم الطفلة (سالي)، ويجبر كسر أسرتها، فكم ضحية بريئة، وكم برميل زبالة في سلطة هذا الوطن؟!.
– كلنا شاهدنا سقوط برميل الزبالة على جسد الطفلة (سالي) الصغير، وصرعها بقسوة ، عندما كانت تحاول أن تتشعبط بالحياة، وتستجدي بقايا كسرة خبز ميته.
– زلزلنا الحدث، ولكن لا أحد فتش عن الموجودين بين الزبالة نفسها، ربما أكتشفنا نفايات سلطة، وبقايا قيادة متعفنة.
– اللهم لا اعتراض .. لن نرد القضاء، والقدر، ولكن كم ضحية لجريمة نعلم مرتكبيها، ولم نحاسبهم، وكم وجوها علينا البصق عليها.
– بشهادة عيون النهار، كانت الطفلة وحدها وجوعها، وكان مسرح الحادثة خالي من أي مذنب غير الحاوية الحديدية.
– لكن من منا لم تشارك سلبيته بقتل الطفلة (سالي)، وغيرها كثير، يجوعون بصمت، ويموتون بصمت، ولم تسجل الكاميرة مقتلهم.
– في غفلة من الزمن، تسلط علينا كم من صنم، وأمسوا هم الوطن، فلا تبتئسوا أن صنعوا الموت على قارعة الطريق، وحاكوا لنا الكفن، فالشعب ليس أكثر من ضحية لزبالين هذا الوطن.
– قرروا أن الحياة الكريمة لا تنبغي لضعيف، وقد يكون طغيانهم مصيبا، فهل رايتم (نعجة) تنتفض أو تسأل، لماذا تكون هي الفريسة !.
– مواقف كثيرة لم يعد مخنا يستوعبها، فحتى من اخترناهم، لا نعلم أن كانوا تعهدوا على تحرير كرامتنا أم سحقها !، وهل لأبد أن نموت لكي يعيشوا ؟.
– السلطة مثلها كمثل الذبابة، لها رسم يشبه العينين، ولكنها لا تبصر، وتجذبها الرمامة، والفسالة !.
– إذا مات الفقير، والعزيز الشريف، تنعاه السماء، وأهله ، وأن لقى قائدا ولصا كبير نحبه، يحف الوطن، وجماهيره الغفيرة جثمانة، ويسيروا خلفه رهطا وراء رهط، ليواروا جيفته الثرى !.
– لا نحتاج رثاء، وشفقة، بل عدالة، وكرامة، فالوطن الذي يكرم الجيفة، العيش فيه لعنة، والتضحية من أجله مغامرة.
– في سوق هذه السلطة، المواطن بلا قيمة، وإذا لم نغير كابوسهم، سنصبح كل يوم على كارثة، ونمسي على جريمة، فاليوم (سالي) الضحية، وقبلها كثير، وربما غدا أنا أو أنت، وطفلك أو أبني !.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى