ياسر الاعسم
– منذ عهد ثورتنا الأولى، ونحن نعيش نفس الخبر ، قائد ينطحنا، ومناضل يبطحنا، وشعار يشلنا، وكذبة تحطنا، ولم نتعلم من دروسنا التعيسة، ولم تتغير طقوسنا البليدة.
– بضاعة الشعارات، وبيع الوهم، سياسة قديمة، فكل من تقلدوا الحكم، وتربعوا على السلطة في الجنوب، اشبعونا خطب ملتهبة، وكلمات ثورية، وفي نهاية كل حقبة، نكتشف أن الوطن الذي نحميه، هم يسرقونه.
– كل شعاراتهم طلعت نزقا ثوريا ، وارهاصات طائشة، وأكثر من نصف قرن يعجنونا، والنتيجة خلطة زي (الفنكوش) ما تعرف أيش هو !.
– عندما يخطب سياسي عتيق، عقيم أو يصرح مسؤول متحزب انتهازي أو يتبجح قيادي بلهوت أو يتقفز أحد تلاميذ النظام، ويحدثونا عن منجزاتهم الوطنية، والحياة الكريمة التي تنتظر الشعب، كنا نمط شفائفنا بالامبالاة، حتى أننا لا نشعر بخيبة كبيرة.
– فهؤلاء بلا حياء، ولا يملكون مخزونا نضاليا أو رصيدا شعبيا، يمكن البكاء عليه.
– ولكن كيف للذين من المفروض أنهم اتوا من شظف العيش، ورحم الثورة، والمقاومة، واركبناهم صهوة القيادة، كيف يمكن لهؤلاء أن يبدلوا مواقفهم في بضع سنوات، وتغريهم بهرجة السلطة، وزينة الدنيا، ويراودهم ضميرهم على غش شعبهم الصابر ؟!.
– وكيف لكاتب رأي ثوري، ينقلب على معتقداته، بعد أن أصبح منظرا سياسيا ؟، وكيف لمحامي، كان يغرد بعدالة القضية، تخونه ثوابته، بعد أن بات قياديا ؟، وكيف لصحفي كان حرة ، فباع كلمته، بعد أن تقلد سلطة ؟، وكيف لنخبة نضالية أن يسوقوا للوهم، ويكونوا أبواق زفة كذابة ؟!.
– نحب سيرتهم الأولى، ونتمنى أن يراجعوا مواقفكم، وحساباتهم ،فالفرصة التي يملكونها اليوم، قد لا تكون متاحة غدا.
– كرموا أكتافا حملكم كفاحها، وصبرها، وأملها، وأدخلوا التاريخ من أبواب مجده الكبيرة، فكل ما نخشاه أن تخرجوا من الخرم الصغير.
– نريد قيادة نهضة، وتنمية، همها تحسين معيشة الناس، وعقول منتجة نستطيع الراهن عليها لإبتكار حلول ، لا أن تكون هي نفسها أزمة.
– أمسينا على حرف جرف ، وقد لا تسعفنا خطبهم، وجرع شعاراتهم، وجريمة أن نصبر عشرين سنة أخرى، ولن يتغير واقعنا أو تاتي رواتبنا، بدعاء الوالدين فقط.