Four Divs
المقالات

‏وطن يتسع للجميع


عادل الحسني

في خضم تلاطمات الأحداث، ينمو الإيمان بالوطن الذي لا يفرق بين أبنائه، ولا يفارقه أبناؤه.
نعيش لحظات فاصلة، تنتقل فيها اليمن من صراعها المحلي الذي توقده الأحقاد والأطماع الخائنة، إلى التأثير الإقليمي، وتصدر المشهد العالمي بشكل فاعل مؤثر، وامتلاك مفاتيح القرار؛ لنصبح الفعل الذي لم تستطِع ردات الفعل المرتكبة كسره حتى الآن.

لا تُهزَم اليمن إلا من أهلها، وهو الأسلوب الذي انتهجته الاحتلالات الآنفة، وتراهن عليه قوى العدوان والطغيان في رسم خارطة إسقاط الصمود اليمني، وإشغال اليمنيين بعضهم ببعض مرة أخرى ليخلو لها البحر، وتستكمل طريقها المشئوم لإعادة تشكيل شرق أوسط ممزق، لا سلطة فيه إلا لمن نال الرضا الغربي.

المرحلة جدُّ حاسمة، قد تنتج يمنًا مُهابًا، وتختصر سنوات طوال من التنظير الفارغ، ولا يعيق ولادة الدولة القوية إلا تحقيق اتحاد وطني شامل لكل الأطياف والأطراف، يتفق فيه المختلفون، ويتصافى فيه المتعادون، ويعود فيه الجميع إلى رشده الوطني.

الفرصة أمامنا معشر القادة باختلاف أسمائكم وانتماءاتكم وآرائكم، إما أن نأتلف ونكون يدًا سائدة على سيادتها، أو نختلف ونظل جماعات مسودة فاقدة للتأثير. إما أن نتحد ونقوى، أو نظل مفرقين ويستمر الصراع والشقاء. إما أن نعيش أعزة تحت ظل اليمن، أو نستظل بغيرنا فنكون تحت رحمته.

تثبت صنعاء بأنَّها المدينة التي تحمل الوطن، وليس انحيازًا لأنصار الله، ولكن دلوني على من يماثل شجاعة هذه الجماعة اليوم في اليمن بدفاعها عن سيادة الأرض ومساندتها الأبية ل ‎#غزة.

قوة صنعاء اليوم بأنَّها تمثل الإنسان اليمني الذي يؤمن جدًا بالحرية، ولا يرضى الخنوع والخضوع. قد حجزت مكانًا في التاريخ بوقوفها المشرف مع قضية الأمة، ولقنت القوى المتعجرفة دروسًا في الأنفة اليمنية.

الكرة في ملعبكم أنصار الله، كما قدتم محورًا يمنيًا محملًا بالكرامة والشرف، احملوا مشروعًا وطنيًا يحتوي الجميع، وكونوا مرنيين مع الجميع.
ليعلن أبو جبريل عن مصالحة وطنية حقيقية ويفتح الطرقات والمعتقلات ووالله وبالله لن يزيدكم ذلك إلا عزًا.
ليبقَ الكل على أفكاره المختلفة، وقناعاته، ولتكن صنعاء عاصمة الجميع ، ويسمع الجميع رسالة طمئنة تبعث الأمل الحقيقي للتعايش والسلام بيننا .
القادم يستلزم طي السالف، وبدء صفحة جديدة مبنية على التحالفات التي تحافظ على البلد، وتصنع يمنًا مدفوعًا من الجميع، دافعًا للجميع.
اللهم أجعلنا مفاتيح للخير مغاليق للشر .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى